تبت ولكن لا أستطيع نسيان الماضي ما الحل، من التساؤلات التي يطرحها التائبون الى الله تعالى ممن كان ماضيهم مليء بالذنوب والمعاصي، حيث يلازمهم ذلك الماضي بشكل كبير، مما يعيق عودتهم الى حياتهم الطبيعية ويسبب لهم الاضطرابات النفسية والوساوس القهرية التي تشكك في توبتهم وقبول الله تعالى لهذه التوبة، ومن التساؤلات التي يتم طرحها بشكل كبير ” تبت ولكن لا أستطيع نسيان الماضي ما الحل”.
تبت ولكن لا أستطيع نسيان الماضي
هو حال كثير من الناس وخاصة الشباب والفتيات الذين اسرفوا في الذنوب والمعاصي، ولكنهم تابوا الى الله وعلى الرغم من ذلك ما زالت تلك الذكريات تلاحقهم وتنغص عليهم حياتهم، والحل مع هذه الأمور هو كالتالي:
- الإكثار من قراءة القرآن الكريم والأذكار التي تحفظ النفس وتبعث الراحة فيها.
- اشغل نفسك في الأعمال والطاعات الصالحة.
- التزم بالعبادات والصلاة في وقتها واحرص على تأديتها جماعة في المسجد.
- تجنب وابتعد عن المحرمات وما يذكرك بها.
- وأخيراً، تذكر ان الله يتوب على من تاب، ويبدل سيئاته حسنات.
- تذكر قوله تعالى ” ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾.
كيف أنسى ذنبي وأعيش حياتي
من طبيعة النفس البشرية ارتكاب الذنوب بدرجات متفاوتة، فنحن نعيش في الدنيا التي يوجد بها ايضاً الشيطان الذي يوسوس لنا ويحفزنا على ارتكاب الذنوب والمعاصي، فنحن في مواجهة مع اكبر عدو وهو الشيطان، لذلك على المذنب او العاصي الذي يريد ان يتوب وينسى ذنبه، عليه ان يتوب توبة نصوحة حقيقية، فمن تاب توبة نصوحاً الى الله نسي ذنبه وعاش حياته بشكل طبيعي ذلك يتطلب منه الالتزام الديني والبعد عن المحرمات والعمل في مساعدة الناس وان استطاع التصدق فليفعل، وغير ذلك من الأعمال الصالحة.
وسواس تذكر الذنوب
تنقسم هذه الوساوس الى قسمين، فمن ناحية هي تأنيب ضمير وقلق من الذنب فسره العلماء على انه من النفس اللوامة التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز وهي النفس التي تحرض الإنسان على القيام بالذنب ومن ثم تلومه عليه النفس المؤمنة، وكذلك هناك القسم الثاني وهو الوسواس الشيطاني الذي يون هدفه بث الإحباط في نفس التائب حتى يعود للذنب مصوراً انه لا فائدة من التوبة، وللتغلب على هذه الوساوس عليك الاكثار من ذكر الله وقراءة القرآن والاستغفار.

الخوف من الفضيحة بعد التوبة
إن الله تعالى يفرح بعودة عبده التائب من الذنب، فالله تعالى الذي سترك وانت تقوم بالذنب والمعصية، لن يفضحك وانت عُدت إليه تائباً مستغفراً من تلك الذنوب والمعاصي، فلتكن مطمئناً لله تعالى مهما عظمت ذنبك، فرحمة الله واسعة يقبل توبة عبده إن أتاه تائباً توبة نصوحاً، فالله تعالى يغفر أعظم الذنوب إلا وهي الشرك بالله، إن تاب العيد واستغفر، فيكف بالذنوب التي هي ادنى من هذا الذنب العظيم.
وسواس أن الله لن يغفر لي
بعد التوبة والعودة الى الطريق الصحيح، يشعر التائب بالوساوس التي تهدف الى احباطه، كأن يوسوس له الشيطان ان ذنوبك عظيمة والله لن يغفر لك، ولمن تأكد ان الله يغفر الذنوب جميعاً، ويقبل توبة التائب ويفرح به، وعليك حسن الظن بالله، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يقول الله ” أنا عند ظن عبدي بي، وانا معه إذا دعاني” لذلك عليم حسن الظن بالله والبعد عن الصحبة السيئة والاقتراب من الصحبة المفيدة الخيرة التي تدعوك وتأخذ بيدك الى الخير.
كيف أنسى أخطائي
لقد تحدثنا في السطور السابقة من ناحية دينية عن كيفية نسيان الماضي والأخطاء الذنوب، وهناك ايضاً من يلجأ الى العلم وخاصة علم النفس في تفسير السلوك البشري وطريقة نسيان الذنوب والماضي، فيما يلي إجابات علماء النفس عن كيف أنسى أخطائي:
- عبر عن مشاعرك وحزنك ولا تكتمها في قلبك، فتحدث الى صديق مقرب او اكتب ما تشعر به على ورق.
- اختلي بنفسك وخذ قسطاً من الراحة ومارس بعض الأنشطة الرياضية مثل تمارين اليوغا والتأمل.
- ابتعد عن الأشخاص والأماكن التي تذكرك بالماضي.
- اجعل هذه الأخطاء درساً تتعلم منه، كما قال الراحل تشارلي شابلن” لا تركز على الماضي، فقك استعمله لأخذ العبرة”.
- تقبل حالتك كما هي ولا تجاول تبرير اخطائك وإلقاء اللوم على الآخرين.
- سامح الآخرين وسامح نفسك واستبدل الكراهية والضغينة بالمحبة.
إن الله تعالى يقبل التوبة من عباده المخلصين ويغفر لهم ذنوبهم، فهو الذي دعانا الى التوبة من الذنب، ووعدنا بتحويل بغفر الذنوب التي ارتكبنها وبتغيير سيئاتنا الى حسنات، فلنحسن الظن بالله والتوبة إليه توبة نصوحاً.