قصيدة الإسراء والمعراج للبوصيري، قصيدة البردة أو البُرأة من أجمل القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، والتي ألفها الشاعر محمد بن سعيد البوصيري، بالقرن السابع الهجري، وتعد من أفضل القصائد في المدح النبوي بل بإجماع من العلماء والباحثين بأنها أفضل القصائد واشهرهم، وانتشرت القصيدة بشكل واسع وكبير في مختلف البلدان الإسلامية، وينشدها المسلمون في جميع الدول والبلدان في كل ليلة جمعة، وتقام لها مجالس خاصة عرفت باسم البردة الشريفة.
سبب نظم قصيدة البردة
ذكر البوصيري في سبب نظمه للقصيدة قائلا بأن زين الدين يعقوب بن الزبير هو صاحب فكرة القصيدة والذي اقترحها عليه، وكان البوصيري قد أصيب بالفالج، وأراد بنظم هذه القصيدة بأن يتقرب بها إلى الله تعالى ويشفيه من مرضه، وحينها نظمها واستشفع الله بها، ونام في ليلته فرأى النبي في منامه وقد مسح على وجهه وإلقى ببردته عليه، فانتبه و نهض من نومه وخرج من بيته، فأردا أن يخفي ما مر به، فراه رجلا فقيرا وسأله بأنه يريد أن يستمع للقصيدة التي كتبها في مدح النبي، فقال له وكيف عرفت بها، فقال له بأنه سمعا وهي تنشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأعجبته، فألقى عليه بردته، وبعدها ذكر الفقير القصة وذاع صيتها.
قصيدة البردة في الإسراء والمعراج للبوصيري
يسرد الشاعر البوصيري في قسم الإسراء والمعراج في قصيدته، ذهاب النبي في الليل من مكة إلى المسجد الأقصى، ومن ثم صعوده إلى السماوات السبع، وشبه الرسول صلى الله عليه وسلم بالبدر، وغيرها من المديح النبوي، ومن كلمات البردة في الاسراء والمعراج:
يَا خَيْرَ مِنْ يَمَّمَ الْعَافُون سَاحَتَه سَعْيًا وَفَوْق مُتُون الأينق الرَّسْم
وَمَنْ هُوَ الْآيَةُ الْكُبْرَى لِمُعْتَبَر وَمَنْ هُوَ النِّعْمَة الْعُظْمَى لمغتنم
سريت مَنْ حَرُمَ لَيْلًا إلَى حَرُمَ كَمَا سَرَى الْبَدْرِ فِي داج مِنْ الظُّلْمِ
وَبَتّ تَرَقَّى إلَى أَنْ نِلْت مَنْزِلَةٍ مِنْ قَابَ قَوْسَيْنِ لَمْ تُدْرِكْ وَلَم تَرْم
وقدمتك جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ بِهَا وَالرُّسُل تَقْدِيم مَخْدُوم عَلَى خَدَم
وَأَنْت تَخْتَرِق السَّبْعِ الطِّبَاقِ بِهِم فِي مَوْكِبِ كُنْت فِيهِ صَاحِبُ الْعِلْمِ
أجزاء قصيدة البردة
قسم البوصيري قصيدة البردة إلى عشرة اجزاء وهي بالترتيب، الغزل، ثم التحذير من هوى النفس، ثم مدح سيد المرسلين، ثم مدح مولده، ثم معجزاته، ثم مدح القران الكريم وشرفه، ثم الاسراء والمعراج، ثم في جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم بالتوسل بالنبي، واخيرا في المناجاة وطلب الحاجات من الله تعالى أن يشفيه ويعافيه من مرضه.
انتقد العديد من علماء السلف قصيدة البردة للبوصيري، وعللوا ذلك بأنه وقع في بعض الشرك، ومن ابرز من انتقدها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ صالح الفوزان وغيرهم.