يقال سبق السيف العذل فما هو العذل، تعتبر الأمثال أبرز عناصر الثقافة الشعبية ومرآة لمعتقدات الناس ومواقفهم العديدة، كما وتساهم في تشكيل أنماط اتجاهات وقيم المجتمع، ولكل مثل شعبي حكاية ونموذج عيش وتمثال مع التجربة التي أحاطت بمن ضرب هذا المثل، لذلك فهي لا تعتبر وليدة الساعة، وقد يكون مصدرها حكاية أو نكتة شعبية، قد يقتبسها الناس ويتبادلونها دون معرفة حكايتها أو قائلها الأول.
تعريف الأمثال الشعبية
يجسد المثل الشعبي تعبير عن نتاج تجربة شعبية طويلة تخلص العبر والحكم، والمثل هو لون أدبي معبر طريف، يلخص تجربة إنسانية وجزء من ملامح الشعب وأسلوب حياته ومعتقداته، ويستحث القوة الداخلية للتحرك، وتعبر الأمثال على تاريخ وفكر الأمم، فيُعرف المثل على أنه قول مأثور تظهر بلاغته بإيجاز لفظه وإصابة معناه، وتعتبر حكم شعبية مجهولة القال واسعة الانتشار بين العامة والخاصة.
ما هو العذل في مثل سبق السيف العذل
كثيرا ما نسمع هذا المثل” سبق السيف العذل” ضرب بشخص استعجل بأمر ما، وتحمل كلمة” العذل” عدد من المعاني في معاجم اللغة العربية، وتأتي تلك المعاني كما يلي:
- عذل الرجل صاحبه أي بالغ في لومه.
- ويطلق أيضاً العاذل: على العرق الي يسيل منه دم الاستحاضة عند المرأة.
- ويقول أبو الطيب المتنبي: عذل العواذل حول قلبي التائه، وهوى الأحبة منه في سودائه.
- وتأتي بمعنى اشتد كما في قوله اعتذل اليوم، أي اشتد حر اليوم، واعتذل على شيء أي اعتزم عليه.
قصة سبق السيف العذل
كان هناك راعي يملك قطيع من الأبل وله ولدان سعد وسعيد، في ليلة ما بدأت الأبل بالتفرق وطلب من وليده إرجاعها، وعاد سعد بعد فترة طويلة وسعيد لم يعد أبداً، وفي أحد المرات خرج الراعي للسوق ولمح رجلاً يضع لباس شبيه بلباس ابنه سعيد فسأله عنه، وكان جواب الرجل وهو” الحارث بن الكعب” أن اللباس لفتى قتله على الطريق بعد رفضه إعطائه إياه، وطلب منه الراعي” ضبة” السيف ولم يعرف أنه والد الفتى فقتله واجتمع الناس ولاموه بسبب استعجاله وقالوا له:” سبق السيف العذل”.
وبها تتميز الأمثال الشعبية بتناولها كافة مناحي الحياة، ففيها يجتمع إيجاز اللفظ وإصابة المعنى، وحسن التشبيه وجودة الكتابة، فهي غالباً ما تظهر على كل جمل موسيقية متجانسة الأوزان والكلمات ليسهل تناقلها وحفظها.