لماذا المحامي يدافع عن المجرم رغم معرفته للحقيقة، سؤال يطرح نفسه عند الكثير من الناس ومنهم من يعتبر مهنة المحاماة مهنة محرمة لهذا السبب، حيث ان المحامي من وجهة نظرهم هو من ينصر الظالم على المظلوم، ويقلب الحقائق لصالح موكله سواء كان ظالماً او مظلوم لذلك يتجنبها الكثير من الناس ظناً منهم انها محرمة بالمطلق لكنها حالها حال جميع المهن، تعتمد على الفرد وعلى الوازع الديني عنده، اي انها تحتمل الحرام و الحلال.
حكم العمل في المحاماة
يعتقد البعض ان الأصل في المحاماة مخالفة الدين والضمير لصالح الموكل فبالتالي يعتقدون انها مهنة محرمة بالمطاق، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ لأن الأصل في المحاماة هو ضمير المحامي نفسه، فإذا نصر المحامي الظالم على المظلوم عن قصد ارتكب بذلك اثم عظيم، اما مهنة المحاماة فهي مهنة حلال، لأن المحامي يمكنه انقاذ المظلوم بالدفاع عنه لأنه على دراية باللوائح والقوانين على عكس المتهم(المظلوم) الذي قد يورط نفسه عن غير قصد.
لماذا المحامي يدافع عن المجرم رغم معرفته للحقيقة
من الخاطئ حصر المحاماة في الدفاع عن الجاني، لان دور المحامي قد يكون الدفاع عن برئ كي لا يدان بما لم يفعل، أو يكون دفاعه كي لا يدان شخص بغير ما اكتسب، أو ان تكون العقوبة هي العقوبة المقدرة في القانون التي تكافئ الفعل المقترف اي انه لا يدافع عن الخطأ و يبرئ الآثم تماماً بل يطالب بالعقوبة المناسبة للآثم بحيث لا تكون اكبر من الإثم، ويرفع مظنة الجور عليه.
هل يجوز الدفاع عن المجرم
لا يقتصر عمل المحامي على الدفاع عن المظلوم و البريء، بل قد يدافع عن مجرماً أيضا ،لأنه حتى المجرم يظل انسان له حقوق ويستحق ان تكون عقوبته على قدر جرمه دون افتراء لأن كل ابن آدم خطاء وكلنا قد نقوم بأعمال ضد القانون، وهنا يأتي دور المحامي لكي نحصل على عقوبة تناسب الذنب، لأن الهدف الحقيقي من عقاب المذنب هو الإصلاح وليس الانتقام.
ومن الجدير بالذكر ان علي بن ابي طالب رضي الله عنه دافع عن متهمة بالزنا وكان محاميا لها، وايضا دافع القرءان الكريم في سورة النساء عن يهودي يدعى زيد بن السمين أُتهم بالسرقة.