كم المدة الشرعية لغياب الزوج عن زوجته، يعد الزواج أحد الشرائع التي أقرتها الشريعة الإسلامية، ونظم فيها الشرع العلاقة بين الرجل والمرأة منذ بدايتها في الخطبة، وبين صلى الله عليه وسلم كيفية التعامل بين الزوجين وفق عقيدة الإسلام وأحكامه، وأحياناً ما يتخلل العلاقة الزوجية بعض الأمور والمشاكل التي تستدعي الطلاق بينهما، ويُعد غياب الزوج عن زوجته لفترة من الزمن أحد هذه الأمور التي قد تسبب انهاء العلاقة، وقد حدد علماء المسلمين هذه المدة بعد عدة اجتهادات من السنة النبوية وأقوال بعض الصحابة.
كم المدة الشرعية لغياب الزوج عن زوجته
كثرت الأقوال من العلماء وأهل العلم بخصوص المدة الشرعية لغياب الزوج عن زوجته، وأجمع أكثرهم على أن مدة الغياب الشرعية هي 6 أشهر، وذلك استدلالاً بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما سأل ابنته حفصة : كم تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت حفصة: خمسة أشهر، ستة أشهر، فأقر عمر رضي الله عنه في عهده أن لا يزيد غياب الزوج 6 أشهر عن زوجته، حيث بين بقوله يسيرون شهراً ويقيمون 4 ويسيرون راجعين شهراً، كما استدل العلماء لما قاله ابن قدامة رحمه الله: ” وسئل أحمد أي ابن حنبل رحمه الله: كم للرجل أن يغيب عن أهله؟ قال: يروى ستة أشهر”.
هل هجر الزوجة يعتبر طلاق
العديد من الأزواج يهجرون زوجاتهم لأسباب مختلفة، اما لوجود مشاكل بينهما، أو السفر الطويل، ولا يُعد هذا الهجر طلاقاً مهما طالت مدته، فالطلاق لا يقع الى بلفظه من الزوج، وشرح الإسلام هجر الزوج لزوجته بغرض التأديب والنشوز لقوله تعالى: “وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ”، وحدد الشرع أن مدة هذا النشوز يجب الا تزيد عن 4 أشهر، وتم تحديد هذه المدة للإيلاء، وهو حلف الرجل الا يقترب من زوجته، فقال تعالي في محكم تنزيله: “لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ۖ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.

اقرأ أيضاً: كيف ينظر الرجل للمرأة عندما يقرر الزواج منها
حكم غياب الزوج عن زوجته مدة طويلة
غياب الزوج عن زوجته هي أحد أبرز الأمور المنتشرة في المجتمعات الإسلامية، فقد يكون سبب غياب الرجل لعمل في الخارج، ولو غاب عنها لفترة طويله فهو على زواجه، الا اذا اشتكت الزوجة للحاكم الشرعي، حيث يحق له فسخ عقد الزواج اذا طلبت ذلك، واذا أراد الزوج العودة لها يجب أن يكون بعقد جديد، وفي حال لم يحدث الفسخ فزواجه باقي وتبقى زوجته في عصمته، وليس هنام حاجة لعقد زواج جديد، وينبغي على الزوج الاجتهاد في عدم الاطالة على زوجته لما لذلك أَضرار على الزوجة وحياتها.
متى تتزوج المرأة إذا غاب زوجها
في حال غياب الزوج عن زوجته مدة 4 سنوات دون أي خبر عنه، والاجتهاد في البحث عنه ومعرفة أخباره دون فائدة، فيجوز لها أن تتزوج من شخص اخر، وذلك استدلالاً لقول شيخ الإسلام ابن تيمية أن الصواب في زواج المرأة بعد غياب زوجها يأتي وفقاً لمهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه والصحابة الكرام، في حال تربص الزوجة وانتظارها لزوجها 4 أعوام، ثم قضت عدة الوفاة، يحق لها أن تتزوج من رجل اخر زواجاً ظاهراً وباطناً.
أقام الإسلام العلاقة بين المرأة والرجل على الزواج الشرعي وبناها على المحبة والمودة والسكينة فيما بينهما، وحدد العلماء المدة الشرعية لغياب الزوج عن زوجته استدلالاً بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو 6 أشهر، ولا يُعد هجر الزوج لزوجته طلاقاٌ ما دام لم يلفظ بها، ويحق للزوجة أن تتزوج من رجل اخر في حال انقطعت أخبار زوجها عنها لمدة 4 سنوات.