قصيدة من تجارب الحياة مكتوبة، وهي من القصائد الشعرية المقرر على طلاب الصف الثامن في مادة اللغة العربية، حيث تحكي القصيدة خلاصة تجربة الحياة للشاعر ” زهير بن ابي سلمى” مؤلف القصيدة، الذي يعتبر من أشهر الشعراء العرب في العصر الجاهلي، فكانت قصيدة تجارب الحياة من القصائد الشهيرة التي أصبحت تُدرس في المدارس العربية، لما فيها من حكمة وتجربة حياة طويلة، لذلك يبحث الطلاب عن شرح قصيدة من تجارب الحياة مكتوبة.
الشاعر زُهير بن أبي سُلمَي
هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المُزني، من مواليد مدينة نجد في شبه الجزيرة العربية عام 520 م، وتوفي عام 609م عن عمر ناهز 89 عاماً قبل بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعام واحد، امتهن الشهر والكتابة الأدبية وبرع فيهما، حيث كان يعد من أشهر شعراء وحكماء العرب في الجاهلية، فكان من المعمرين الذين عاشوا لفترة طويلة، فألف قصيدة شعرية بعنوان ” تجارب الحياة” يحكي فيها خلاصة تجربته في الحياة التي عاشها.
نص قصيدة من تجارب الحياة مكتوبة
يحكي الشاعر زهير بن ابي سلمى في قصيدة تجارب الحياة ما مر به من أحداث في حياته الطويلة، فيذكر خلاصة هذه التجارب في قصيدته الشعري التالية:
سَئِمتُ تَكاليـــــــــــفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش ثَمانينَ حَولاً لا أَبــــــا لَكَ يَسـأَمِ
وَأَعلَمُ عِلمَ اليَـــــــــومِ وَالأَمـــسِ قَبــلَهُ وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَمـي
وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ يَفِرهُ وَمَـــــن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتـَمِ
وَمَـــــن يَـــكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضــــلِهِ عَلى قَومِهِ يُستَغـــــنَ عَنهُ وَيُذمـَمِ
وَمَـــــن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَــــــــــها وَلَو رامَ أَسبابَ السَماءِ بِسُلــــــَّمِ
وَمــــنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِــــي غَيـــــْرِ أَهْلِـهِ يَكُـــنْ حَمْدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَندَمِ
وَمَـــــن يَغتَرِب يَحسِــــب عَدُوّاً صَديقَهُ وَمَــــــــن لا يُكَـــرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ
وَمَهمـــــا تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِـــــن خَليقَةٍ وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ
لسانُ الفتـــى نصـفٌ ونصفٌ فــــــؤادُه فلم يبقَ إلا صورةُ اللحـــمِ والـــدمِ
شرح قصيدة من تجارب الحياة من البيت الأول حتى الخامس
يعبر الشاعر في البيت الأول من القصيدة عن ملله من الحياة ومشاقها، فهو عاش ثمانين عاماً ومن يصل الى هذا السن يُصاب بالملل، ويضيف الشاغر في البيت الثاني انه على وعي بالماضي والحاضر ولكنه يجهل المستقبل، ويتحدث في البيت الثالث عن فضل الإحسان ومكارم الأحلاق في حماية وصون العرض والنفس من الأذى، وفي البيت الرابع أظهر التضعيف على لغة اهل الحجاز وذلك في محل الجزم والبناء على الوقف، وفي البيت الخامس يتحدث الشاعر عن ان من خاف من الموت والمنية فإنه ملاقيها لا مجال حتى ولو فر الى السماء.
شرح قصيدة من تجارب الحياة من البيت السادس حتى التاسع
وفي البيت السادس يتحدث الشاعر عن الإحسان والمعروف الذي يفعله الناس مع غير اهله، كأن يضع يده في غير من استحقها، فكان ذمه هو الجزاء دون حمد ولا شكر، وفي البيت السابع عن السفر والاغتراب حيث يظن المغترب ان الأعداء أصدقاء فهو لم يجربهم ولم يعاشرهم بعد، وفي البيت الثامن عن الأخلاق والتخلق، فالأخلاق تبقى ظاهرة متأصلة في صاحبها، أما التخلق فهي لا تبقى، وفي البيت التاسع يبين الشاعر أهمية القلب واللسان اللذان يشكلان الإنسان بأفكاره واخلاقه، أما باقي الجسد فهو صورة لحم ودم.
مفردات ومعاني قصيدة من تجارب الحياة
ورجت في قصيدة من تجارب الحياة للشاعر زهير بن ابي سلمى مجموعة من الكلمات والمفردات التي تحتاج الى توضيح معانيها حتى يسهل على الطلاب فهمها واستيعابها، وهذا ما نوضحه في النقاط التالية:
- سئمت : مللت، أي مللت الشيء.
- تكاليف : جمع ” تكلفة” : اي المشاق والشدائد.
- لا أبا لك : ويقصد بها الشاعر التنبيه والإعلام، كأنه يقول ويحك لن تجد من يعاونك او يساعدك فأبوك ليس موجوداً.
- الغد: اي المستقبل.
- عمى : اي الجهل وعدم المعرفة.
- يجعل : يضع.
- المعروف : أي الإحسان والكرم.
- يك: وأصلها يكن وحذفت بسبب وجود جزم.
- ذا : بمعنى صاحب وهي اسم من الأسماء الخمسة.
- فضل: أي الإحسان والكرم.
- يذمم: اي يهان وتفل كرامته.
- هاب : اي خشي وخاف.
- المنية : ويقصد بها الموت.
- أسباب السماء : أي أسباب القدر المكتوب على الإنسان.
- الاغتراب : السفر والعيش بعيداً عن الوطن.
- تكريم النفس: أي إبعادها عن الأمور الدنيئة.
تمثل قصيدة تجارب الحياة خلاصة تجربة حياتية طويلة عاشها الشاعر زهير بن أبي سلمى، حيث يروي في أبيات هذه القصيدة تجربته ورأيه في الحياة بعدما بلغ من العمر ثمانين عاماً حتى سأم الحياة وما فيها، فقرر كتابة تجربته من خلال هذه القصيدة.