هل يجوز الدعاء عند القبر ورش الماء عليه، لكل شخص في هذه الدنيا لديه قريب أو عزيز عليه تحت التراب وقد حزن عليه حزناً شديداً ، ويرغب في الذهاب إلى زيارة قبره، وربما قام بأفعال يظن أنها تخفف مثل رش القبر بالماء أو زراعة الأشجار ووضع الورود، ولكن هذا هو القدر والمكتوب من الله تعالى، فقد خلق بني أدم لعبادته وفي النهاية سيموت جميع الخلائق فكل من عليها فان، لذلك يجب على الإنسان الصبر وتحمل الفراق، وبالتالي هنا هل يجوز الدعاء عند القبر ورش الماء عليه.
حكم الدعاء عند زيارة القبور
من الجدير بالذكر أن مصير ونهاية كل إنسان الموت، ولكل شخص لديه أحد تحت القبور يرغب في زيارته، ولكن ينهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في البداية عن زيارة القبور، ثم نسخ هذا الحكم وأصبحت الزيارة مستحبة بل سنة، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “نَهَيْتُكُمْ عن زِيارَةِ القُبُورِ، فَزُورُوه”، فالعلماء متفقون على أن زيارة القبور مستحبة في حق الرجال، أما زيارة النساء للقبور فهو محط خلاف فالبعض يرى أنّ هذا حكم عام يشمل الرجال والنساء، والبعض الآخر يرى عدم جواز زيارة النساء للقبور لورود أدلة أخرى تبين ذلك.

حكم رش القبر بالماء
يوجد هناك الكثير من الأشخاص في جميع دول العالم الذين يقومون بزيارة الموتى في القبور، وهو شيء ليس مكروه ويستحب فيه الدعاء للميت، حيث أن حكم رش القبر بالماء من الأحكام الحساسة والمهمة التي يجب معرفته، وذلك بسبب انتشار الكثير من الاعتقادات المغلوطة فيما يخص زيارة القبور والأعمال التي يقوم بها الناس عند زيارتهم لقبور أحبابهم، وقد يرتكب الإنسان مخالفة شرعية ويقوم بأمر منهي عنه وهو لا يدري، وفيما يأتي بيان لحكم رش القبر بالماء بقصد تثبيت التراب، وحكم رش القبر بالماء بهدف التبريد على الميت
آداب زيارة القبور
عندما يرغب شخص زيارة قبر شخص توفي وهو عزيز وقريب عليه، فهناك مجموعة من الآداب في الإسلام يجب مراعاتها عند زيارة القبور لأنه هو دين يحرص على الأدب في كل فعل وقول، والشواهد على ذلك كثيرة، فكل أمر في الشرع الإسلامي مضبوط ومحدّد ومُراعى فيه كل جوانب الحكمة والأدب، وهي كالتالي:
- يجب على المسلم أن لا يحدد وقت معين يذهب إليه على الدوام.
- استحضار النية والقصد من الزيارة بأن يكون إرضاءً لله تعالى، وامتثالًا لأمر رسول، وتذكّر الآخرة والاعتبار بحال أهل القبور، والدعاء لهم وطلب الرحمة.
- السلام على الأموات، ويكون السلام بقول: “السَّلَامُ علَيْكُم أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وإنَّا، إنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ العَافِيَةَ” احترام القبور وعدم المشي عليها أو الجلوس والاتكاء، والحرص على إظهار السكينة من خلال الابتعاد عن الضحك واللعب وغير ذلك.

حكم رش القبر بالماء بقصد تثبيت التراب
لم يأتي أي قول عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته الكرام رش القبر بالماء، ولكن هناك حالات يجوز فيها هذا الأمر منها إذا كان بقصد تثبيت تراب القبر ومنعه من التطاير، وبالتالي حفظ الميت من الانكشاف أو الظهور، وهذا الفعل من الأمور المستحبة في الإسلام، وقد نص العلماء على ذلك وقالوا أن رش القبر بالماء بعد الدفن مستحب كي لا تنسف الريح التراب، وقد فعل ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد دفن ابنه إبراهيم، ويمكن أيضًا وضع الحصباء عليه، واستحباب رش القبر بالماء لهذه الغاية لا يختص بوقت الدفن فقط بل يكون مستحبًا كلّما دعت الحاجة إلى ذلك.

تجدر الإشارة إلى أن زيارة القبر كانت من الأمور التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن بعد ذلك أصبحت جائزة، أما عن رش الماء فلم يرد عن النبي والصحابة ذلك ولكن في حال تثبيت تراب القبر خوفاً من الانكشاف والتطير فهو مستحب.