اشهر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، حكم الجهاد وشروعه في الإسلام مر بأربع مراحل وأولها كانت جهاد باللسان والدعوة والدلائل التي تؤكد صدق النبوة وكانت هذه الفترة في أوائل البعثة وحينها كان المسلمون قلائل، ومن بعدها دخل الجهاد في ثاني مرحلة التي تجسدت بالهجرة من مكة إلى المدينة، وبعد أن زاد عدد المسلمين وزادت قوتهم سمح الله عزّ وجل لرسوله وللمؤمنين بالقتال دفاعًا عن الذات ومحاربة مشركي مكة تحديدا.
غزوات الرسول مع كفار مكة
واجه المسلمون ظلم من الكفار واضطهادهم في مكة، ممّا جعلهم يهاجرون هربًا بدينهم وحفاظًا على ذاتهم، ولكن العلاقة مع مشركي مكة لم تتوقف بل تواصل المشركون في ظلمهم وجبروتهم وعدوانهم وخاض المسلمين مع الكفار مجموعة من المعارك ومن أهمها كالتالي:
غزوة بدر الكبرى
تعتبر غزوة بدر الكبرى من الغزوات الرسول المعروفة مع الكفار وأبرزها، تم توقيع هذه الغزوة في السنة الثانية هجري في 17 من شهر رمضان المبارك، حيث كان عدد المسلمين في هذه الغزوة 300 وبضعة عشر رجلًا، أما المشركين فكانوا بين 900 الى الألف وكانوا أكثر من المسلمين في العدة والعتاد، ولكنْ قدر الله بانتصار المسلمون ويهزموا كفار مكة وانتهت المعركة بمقتل 70 من الكفار وأسر سبعين اخرين.
غزوة أحد
غزوة أحد تعتبر من معارك المسلمين المعروفة التي اشتملت على العديد من الأحداث التي أخذ منها المسلمون عبر ومواعظ، حيث حدثت المعركة في 7 من شهر شوّال في السنة 3 للهجرة، حيث كان اجمالي الكفار 3000 مقاتل أما المسلمين فقد كانوا 700 مقاتل، وكان النصر في أول المعركة للمسلمين إلا أن الرُّماة الذين كانوا يقومون بحماية المسلمين تركوا مكانهم عندما شاهدوا أن الانتصار للمسلمين فاستغل الكفار انكشاف ظهر جيش رسول الله وهجمت عليهم من الوراء مما غير موازين المعركة وأصبح النصر حليف الكفار.
أشهر غزوات الرسول مع أهل الكتاب
ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حيث كان فيها أقوام من اليهود فوقع معهم الاتفاقيات والمواثيق، واليهود لم يلتزموا بعهودهم وحاولوا التخريب بين المسلمين بواسطة الخداع، وفيما يلي أشهر غزوات الرسول مع أهل الكتاب من يهود ونصارى:
غزوة خيبر
تُعتبر غزوة خيبر من الغزوات المعروفة مع اليهود وسبب ذلك أن خيبر مدينة محصّنة بالعديد من الحصون وأيضا إلى طول فترة حصار خيبر وحدوث أحداث تاريخية هامة في هذه الغزوة حيث أشرف على قيادة تلك الغزوة عمر بن الخطاب ومن ثم أبي بكر الصديق، إلّا أن الانتصار أتى بواسطة علي بن أبي طالب.
غزوة تبوك
حدثت غزوة تبوك في شهر رجب في السنة 9 للهجرة، وكان سببها معرفة المسلمين بأن الروم وقبائل النصارى من العرب يريدون التوجه إلى المدينة لمقاتلة المسلمين، فأعدّ المسلمون العدّة وقاموا بالتبرع بالعديد من الأموال للاستعداد لغزوة تبوك حيث كانت تلك الفترة فقر، ومن أهم المتبرعين من الصحابة عثمان بن عفّان وأيضا عبدالرحمن بن عوف.
غايات الغزوات في الإسلام
بعد الحديث عن الغزوات الرسول المشهورة لا بدّ من توضيح بعض الأسباب والدوافع التي كانت وراء خوض الرسول الكريم وصحابته للحروب والغزوات، فمن المتعارف عليه أن أولى أهداف الإسلام هي أن يسود الدين بين الناس الجميع، أما بالنسبة لأهداف الغزوات الإسلامية ففيما يلي بعضٌ منها:
- جهاد الدفع: هو الجهاد الذي يكون في محاربة عدوان الأعداء، ومن أهم أهداف هذا الجهاد حفظ الدين الإسلامي والدفاع عن الذات والمحافظة على الأعراض والأموال، فالمسلمون في هذا الجهاد يكونون في محاولة دفاع عن كل ما لديهم من مقدّسات.
- جهاد الطلب: هو الجهاد الذي يكون فيه المسلمون في وضع الهجوم، أي أن الغزوة تحدث بتخطيط من قبل ونتيجة للعديد من الدوافع والأهداف من أبرزها نشر الدعوة وتكبير رقعة الدولة الإسلامية وفرض هيمنتها على الدول الأخرى.
نتائج غزوات الرسول
ضرب المسلمون عن طريق الغزوات التي خاضوها أجمل المبادئ والقيم، وأيضا منح رسول الله أكبر مثال للقيادة العسكرية ووضع أُسس ومعايير لأسلوب القائد مع جيشه ومع الأعداء، وقد أدت أشهر غزوات الرسول وباقي الغزوات والحروب عن عدة نتائج، وفيما يلي بعضٌ منها:
- نشر الدعوة وزيادة دعائم دولة الإسلام عن طريق زيادة الأمان في المناطق المحيطة بهم بعد هزيمة الكفار ومنع أذاهم.
- زيادة مستوى المادي للمسلمين وتطوير الاقتصاد في الأراضي التي تلحق للمسلمين عن طريق القسمة الصحيحة لغنائم الحروب وغيرها من الأموال.
- إنتاج عدد من القادة العسكريين الذين واجهوا أكبر الدول في هذا العصر مثل دولتي الفرس والروم وانتصروا عليها.
خاض الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الكثير من الغزوات التي كانت تسعى لرفع راية الإسلام ومحاربة كل من يريد تشوّيهه أو يحاول انهاء المسلمين، حيث بلغت غزوات الرسول 27 غزوة وكان أكثرها في العام الثاني للهجرة.