هل للفقراء حق في مال الأغنياء، يُعد الفقر آفة من افات المجتمع التي عمل الإسلام على محاربتها والقضاء عليها، حتى ان علي ابن ابي طالب ” رضي الله عنه ” قال : لو أن الفقر رجلاً لقتلته” تعبيراً عن شدة قبح هذه الآفة، ولقد عمل الإسلام على القضاء على الفقر من خلال فرض الزكاة على المسلمين وجعلها ركن من اركان الإسلام وواجبة على المسلمين، حيث ان لهال شروط ومحددات.
حق الفقراء في أموال الأغنياء
حدد الله سبحانه وتعالى للفقراء حق في مال الأغنياء، يخرجه الأغنياء للفقراء على شكل زكاة المال التي فرضها الله على المسلمين، وعلى شكل صدقات التي شجع عليها الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يقول الله سبحانه وتعالى” واقيموا الصلاة واتو الزكاة ..” ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بُني الإسلام على خمس ” الشهادتين واقام الصلاة وإيتاء الزكاة .” أما الصدقة فهي العطية التي يعطيها الغني للفقير ابتغاء الثواب من الله عز وجل، فالصدقة يتم إخراجها تطوعاً من الغني ام الزكاة فهي واجبة على جميع المسلمين.
الفرق بين الصدقة والزكاة
هناك فروقات كبيرة بين الصدقة والزكاة، من حيث وجوبها وشروطها وتعريفها، إلا انهما من الاعمال التي يتقرب فيهما العبد من ربه ويبتغي الثواب من الله عز وجل وفيما يلي نوضح الفرق بين الزكاة والصدقة:
- الزكاة أوجبها الإسلام في أشياء معينة مثل الذهب والفضة والثمار والانعام وغيرها، أما الصدقة فلا تجب بشيء معين بل بما يجود به الفرد المسلم.
- الزكاة لها مقدار محدد ولها شروط مثل الحلول والنصاب، اما الصدقة فلا شروط لها وتُعطى في أي وقت وبأي مقدار.
- الزكاة لها فئات معينة حددها الله سبحانه وتعالى ” إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ” التوبة / 60 أما الصدقة فيجوز اعطاءها لمن ذكروا في الآية وغيرهم.
- الزكاة واجبة على من مات ولم يخرجها، وعلى الورقة إخراجها عنها قبل الوصية والورثة، اما الصدقة فلا يجب فيها شيء من ذلك.
- مانع الزكاة لها عقاب أليم في القبر والآخرة، اما الصدقة فلا يعذب مانعها.
هل للفقراء حق في مال الأغنياء
نعم لهم حق، فقد اوجب الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين الزكاة فهي ركن أساسي من اركان الإسلام وفريضة على المسلمين وليست عملاً خيرياً او اختيارياً، فقد ذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جنباً إلى جنبا مع الشهادتين وإقامة الصلاة وحج البيت، فهي عبادة مفروضة على المسلمين وحق للفقراء في مال الأغنياء، وحق للفقراء على الأغنياء ولا فضل لهم على الفقراء فإنما هو حق فرضه الله لهم.
ان الالتزام بتعاليم الإسلام من حيث الصدقات والزكاة كفيل بالقضاء على الفقر، وتوفير حياة كريمة لجميع المسلمين، حيث ان في فترة الخلافة الراشدة ومن شدة التزام المسلمين بتعاليم دينهم قد فاضت الزكاة في بيت مال المسلمين حتى لم يوجد فقير لإعطائه إياه، حتى امر الخليفة بأن تُنثر الحبوب على قمم الجبال حتى لا يجوع طيرٌ في بلاد المسلمين.