هل الاخلاق مطلقة ام نسبية، في الحقيقة لا يمكن انكار دور الدين في بناء الاخلاق كما أنه لا يمكن انكار دور العقل في بناءها، فالانسان كائن خير بطبعه تحركه الادارة الداخلية نحو الخير وتملي عليه ضرورة القيام بفعل الخير وتجبره على ترك الشر والابتعاد عنه والا معاقبته بالشعور بالذنب، وذكر للواجب الاخلاقي نتيجة قواعد محددة، فيقوم الفرد بفعل الخير من اجل الخير في حد ذاته وليس نتيجة اجر او شي غير الفعل بذاته، ولقد طرح العديد من المفكرين والقراء تساؤل هل الاخلاق مطلقة ام نسبية.
هل تعتبر الاخلاق مطلقة ام نسبية
سعى العديد من المفكرون عبر التاريخ من جل تحديد طبيعة الأخلاق وأساسها، فالانسان بحكم طبيعته الاجتماعية والاخلاقية يتبادل مع غيره من الاشخاص الافكار والمشاعر ولا يكتفي بالقيم الاخلاقية الموجودة في حياته بل يبحث عن طبيعتها وماهيتها الأساسية، ولقد كرم الاسلام الاخلاق الحميدة وحث عليها، فهي الشيء الذي يسير عليها الفرد المسلم خلال حياته، ويتحدد من خلالها ماهية علاقاته مع الآخرين.
فلسفة الاخلاق مطلقة ام نسبية
رأي العديد من الاشاعرة بالفرق الاسلامية أن الاخلاق مطلقة ولها مبادئ ثابتة بثبات معاييرها وأساسها، وجاء هذا الرأي من خلال الأدلة في منهاج الدين الإسلامي فما جعله الله حلالا فهو اخلاقي ويوافقه في ذلك العقل، وما جعله حرام هو غير اخلاقي ويوافقه العقل ففي ذلك، والواجب الاخلاقي مضمونه ان الانسان كائن خير بطبعه الادارة التي يمتلكها تحركه نحو الخير ويملي عليه ضمير ضرورة القيام بفعل الخير.
هل الاخلاق قيم ثابتة ام متغيرة
يعتبر موضوع الاخلاق من المباحث الاسلامية الاساسية التي انشغلت بها الفلسفة ضمن مبحث الاكسبولوجيا، كما وسعى مبحث الاخلاق إلى تحديد القيم الموجهة للفعل الانساني بهدف رسم غاياته، والفعل الاخلاقي يستند إلى ماهية ثابتة التي تميز الانسان الا وهي العقل، فالقيمة الخلقية مطلقة وثابتة لا ذاتية متغيرة وذللك لأن أساسها العقل والدين، حيث أن العقل يتميز بالمطلقية وهذه الماهية الثابتة التي لا تتأثر بالزمان والمكان ودافع عن هذا المنطق أفلاطون الذي جعل القانون الاخلاقي للناس عام في كل زمان ومكان.
وعليه فإن الاخلاق هي حقيقة مطلقة وثابتة بثبات العقل أي لا تتغير بالمكان أو الوقت، وهي الشيء الذي دعت له سائر الديانات السماوية.