كم عدد الرضعات ليصبح اخ بالرضاعه

كم عدد الرضعات ليصبح اخ بالرضاعة، كثيرا ما نسمع ان هناك أخ بالرضاعة، او أن ام ارضعت طفل ليس بإبنها، فهل يكون الطفل اخ في الرضاعة؟ وما هي الاحكام التي تجب حين ذلك؟ تساؤلات كثيرة إجابات مختلفة وحيث اختلف الناس كثيرا في تلك القضايا وحدث جدل كبير، وهي من القضايا التي شغلت بال علماء الدين والفقهاء، وبحثوا فيها كثيرا، ولكن أوضح الفقهاء عدة آراء في ذلك، وهنا المزيد من التفاصيل المتعلقة بأحكام كم عدد الرضعات ليصبح اخ بالرضاعة.

ما هي عدد الرضعات التي توجب التحريم

لقد اختلف العلماء في تلك القضية فكان لهم اكثر من راي حيث ان القول الأول الحنفية والمالكية لهم أن قليل الرضاعة وكثيرها يثبت التحريم وذلك لما جاء في الآية (وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ) النساء/23، وقوله صلى الله عليه وسلم: (يَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ) متفق عليه، حيث قال العلماء في ذلك ان الأصل العمل بالمطلق.

والقول الثاني ان لا يثبت التحريم الا بخمس رضعات وهي مذهب الشافعية والحنابلة، حيث استدلوا بذلك الحكم من خلال حديث عائشة رضي الله عنها (كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنْ الْقُرْآنِ) رواه مسلم (رقم/1452)، والقول الثالث ان لا يحرم الطفل الا بثلاث رضعات فاكثر.

القول المرجح في القدر المحرم من الرضاعة

القول المرجح في تلك القضية هو القول الثاني للعلماء حيث يكون التحريم بخمس رضعات أو أكثر وأستدل الفقهاء على ذلك بـحديث السيدة عائشة انه يحرم بخمس رضعات وهذا هو مذهب الامام الشافعي والحنبلي، ولقد أيده الكثير من الفقهاء في ذلك، فالرضعة الواحد لها مقدار ايضا وضعه الفقهاء حيث قيل ان الرضع اذا رضع الطفل وانفصل فهي رضعة واحدة واذا عاد وانفصل مرة أخرى فهي رضعتين.

ما مقدار الرضعة التي توجب التحريم

مقدار الرضعة الواحدة التي توجب التحريم هي كما قال ابن قدامه في كتابه المغني: وَالْمَرْجِعُ فِي مَعْرِفَةِ الرَّضْعَةِ إلَى الْعُرْفِ، لِأَنَّ الشَّرْعَ وَرَدَ بِهَا مُطْلَقًا، وَلَمْ يَحُدَّهَا بِزَمَنِ وَلَا مِقْدَارٍ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ رَدَّهُمْ إلَى الْعُرْفِ، فَإِذَا ارْتَضَعَ الصَّبِيُّ وَقَطَعَ قَطْعًا بَيِّنًا بِاخْتِيَارِهِ، كَانَ ذَلِكَ رَضْعَةً، فَإِذَا عَادَ كَانَتْ رَضْعَةً أُخْرَى، خيث ان الطفل اذا مص ثدي الأم وبلع الحليب وانفصل فهي رضعة واذا عاد مص وبلع وانفصل فهي رضعة ثانية ولو كانت في جلسة واحدة.

لابد لنا ان نرجع في كل احكام حياتنا الى كبار الفقهاء فهو رجال الدين والتي تقع على عاتقهم مسؤوليه الإفتاء في الاحكام، حيث ان قضية مقدار الرضعات التي توجب التحريم من الاحكام التي عمل عليها الفقهاء واجتهدوا في ذلك مستديل عليها من القرآن والسنة.