المنهاج السعودي

ترك الذنب طاعة لله والندم على فعله والعزم على عدم العودة اليه

نعمة الله على عباده المؤمنين لا تحسب ولا حدود لها، بل هي مطلقة وعالمية، فخلقهم وأحسن تشكيلهم وصورهم ورزقهم وأعطاهم أموالهم وممتلكاتهم ثم هداهم إلى الصلاح وفتح لهم الباب للعودة، وإذا ضلّهم الشيطان أو استدرجهم يبقى باب التوبة مفتوحًا ما دامت الشمس تشرق من مغربها إلا إذا كان العبد على وشك أن يلقى موته، حيث يحتاج العبد إلى التوبة طوال الوقت؛ لأنه يخطئ في كل وقت، وقد يشعر بخطئه وقد لا يشعر به، لذلك لا بد من التوبة في كل ساعاته وأيامه خوفا من لقاء الله على معصية.

التوبة عبادة

التوبة عبادة وتقرب إلى الله قبل أن تكون سبباً لرد الغلط، بل هي من أعظم العبادات الكرامة، فهي تؤدي إلى حب الله تعالى كما قال:” نَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”، فلقد قال بعض العلماء: أنا أدعو الله منذ ثلاثين سنة ليغدق عليّ التوبة النصوح، ثم تساءلت وقلت: سبحان الله ما زلت أدعو الله منذ ثلاثين سنة ولا يستجيب حتى الآن، فكان الأمر كما لو كنت في حلم وسمعت صوتًا يقول: أتسأل عن ذلك؟ هل تعلم ما الذي تسأل الله عنه؟ إنك تسأله إلا أنه يحبك، ألم تسمع كلام الله تعالى حين قال:” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”.

تعريف التوبة النصوح

هي ترك المعاصي وعدم الرجوع إليها، فهكذا عرفها عمر رضي الله عنه، كام وهناك تعريفات مماثلة قدمها ابن مسعود والحسن ومجاهد والضريح رضي الله عنهم ورحمهم جميعًا.

أثار التوبة

يوجد العديد من الاثار الناتجة عن التوبة، ومن هذه الأثار ما يلي:

  • مغفرة الذنوب: يغفر العبد إذا ثبت التوبة كما قال الله تعالى:” وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ”.
  • يكون من الفالحين: كما دلت عليه في كلام الله تعالى:” فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ”.
  • تحويل السيئات إلى حسنات: من أعظم آثار التوبة تحويل السيئات إلى حسنات، فذنوب الخاطئ بعد التوبة النصوح يتم تحويلها إلى أعمال صالحة، بحيث تصبح أوراقه بيضاء بعد السواد (لذنوبه) كما جاء في قول الله تعالى:” إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً”.

ترك الذنب طاعة لله والندم على فعله والعزم على عدم العودة اليه

مهما كرر عبد الله المعاصي، فعليه أن يتوب ويصدق في توبته إلى الله حتى لا يكون كاذبا، فالتوبة إلى مفتاح الجنة والهروب من غضب الله عزوجل وسخطه، لما في ذلك من حرمان في الدنيا وفقدان نعيم الجنة والعياذ بالله، فالله عزوجل يفرح بتوبة عباده وتذللهم له بأن يغفر ذنوبهم ويقبل توبتهم، كما ويباهي بذلك ملائكته بان عبده علم معصيته فاستغفر الله عزوجل وتاب عليه، وفيما يلي جوابا على الاستفسار السابق:

الإجابة/ نعم التوبة وترك الذنب طاعة لله عزوجل.

“أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت من عمل الذنوب كلها، ولم يترك منها شيئاً وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل لذلك من توبة؟ قال صلى الله عليه وسلم: فهل أسلمت؟ قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، قال صلى الله عليه سلم: تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك خيرات كلهن. قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم، قال الله أكبر، فما زال يكبر حتى توارى”.

السابق
ما هي خاصية nfc
التالي
تفسير رؤية اسم يوسف في المنام لابن سيرين بالتفصيل

اترك تعليقاً