هل يجوز زيارة مدائن صالح، مدائن صالح هي المساكن التي اتخذها قوم ثمود الذين ذكرهم القرآن الكريم في العديد من المواضع، وهم قوم كانوا يقومون بنحت الجبال لتكون بيوت لهم، وكانوا يستفيدون من السهول باتخاذها قصور، ويرجع نسب جدهم إلى عابر بن إرم بن سام بن سيدنا نوح، ولقد أمدهم الله بالقوة والبأس الشديدين، ولكنهم كانوا من الأقوام الجاحدين بنعم وكرم الله، فاستحقوا ما نزل بعد من عذاب أليم، وبقيت هذه المدائن إلى وقتنا الحالي، فهل يجوز زيارة مدائن صالح في الإسلام.
التعريف بمدائن صالح
مدائن صالح هي مدينة الحجر، وهي من المواقع الأثرية التي تتواجد في المملكة العربية السعودية، تحديداً في محافظة العلا في منطقة المدينة المنورة، وهو اسم الديار الذي تواجد في قوم ثمود الذين سكنوا في وادي القرى بين المدينة والشام، كما تم ذكرهم في العديد من الآيات القرآنية، منها ما ورد في سورة الحجر:” وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ، وآيتناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين وكانوا ينحتون من الجبال بيوت آمنين، فأخذتهم الصيحة مصبحين، مما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون”.
زيارة مدائن صالح هل تجوز
وفق ما ورد عن أهل العلم أنه لا يجوز زيارة مدائن صالح من أجل السياحة والنزهة ومشاهدة الآثار ولكن من باب العظة وأخذ العبرة من قوم صالح الذين نزل بهم العذاب، ولكن من باب أولى للمسلم أن لا يزور مدائن صالح وما يشبها من الأماكن، للنهي الصريح عن الرسول صلّ الله عليه وسلم:” لا تَدْخُلُوا علَى هَؤُلَاءِ المُعَذَّبِينَ إلَّا أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فإنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فلا تَدْخُلُوا عليهم، لا يُصِيبُكُمْ ما أصَابَهُمْ”، ولكن وجب التنويه أن النهي الموجود هو من باب التنزه فقط، أما من باب الاتعاظ فهو مباح.
حكم زيارة مدائن صالح
لا يجوز للمسلم أن يزور أماكن الأقوام المعذبة وآثارهم للسياحة والنزهة، وأن لا يدخل هذه الأماكن إلا بالبكاء والخشية من الله كما أمر الرسول عليه الصلاة والسلام لأخذ العبرة والعظة بما آل إليه حال الأمم التي كفرت وعصت أمر الله، وأن لا يشرب المسلم ويأكل من آبارها ومائها وما يصنع منها من طعام، كما ورد عن عبدلله بن عمر قال الرسول صلّ الله عليه وسلم:” : “أنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَرْضَ ثَمُودَ، الحِجْرَ، فَاسْتَقَوْا مِن بئْرِهَا، واعْتَجَنُوا به، فأمَرَهُمْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُهَرِيقُوا ما اسْتَقَوْا مِن بئْرِهَا، وأَنْ يَعْلِفُوا الإبِلَ العَجِينَ، وأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ البِئْرِ الَّتي كَانَتْ تَرِدُهَا النَّاقَةُ”.
قصة مدائن صالح
قصة مدائن صالح تستخلص من قصة بني الله صالح، الذي أرسل إلى قوم ثمود، وهي من القبائل العربية البائدة، وهم من الأقوام الجاحدين الذي رزقهم الله الكثير من النعم ولكنهم عصوا أوامره ولم يعبدوه حق عبادته، بل اتجهوا إلى عبادة الأصنام وتفاخروا بقوتهم وبأسهم الذي منحه الله لهم، وكان الله قد أمدهم الله بالقوة التي تخولهم لنحت الجبال والصخور واتخاذها مساكن، وعندما دعاهم النبي صالح إلى الله، وحذرهم من تكذبيه حتى لا يحل بهم العذاب الأليم، فطلبوا منهم يأتيهم بمعجزة من الله فأخرج له ناقة عظيمة من صخرة من الجبل، وكان الشرط أن شرب الناقة الماء لوحدها، ويشرب الدواب في يوم اخر، وتدر اللبن ليكفي جميع الناس، ولكنهم كفروا وأرادو تحديه بقتلها.
تعد زيارة مدائن صالح لا تجوز وفقاً للعلماء وأهل الدين إن كان من باب السياحة، ولكن تجوز في حال كانت الزيارة لأخذ العظة والموعظة من الأقوام السابقة، مع الالتزام بوصايا الرسول في زيارتها.