من النبي الذي يعاصر خروج ياجوج وماجوج، يأجوج ومأجوج هما قبيلتان من بني آدم وهم من ذرية يافث بن نوح عليه السلام، كانوا متوحشتين احترفوا الإغارة والنهب والقتل منذ القدم، وكانوا يسكوا في الجزء الشمالي من قارة آسيا، كما ذكر أنهم مروا في إفسادهم الأرض سبعة أدوار، ويكون فسادهم الأخير في الأرض عند نزول عيسى عليه السلام ويكون إطلاقهم من باب التغليب إما لكثرتهم وغلبتهم وأما لكونهم القادة للعالم آنذاك، وفهم قوم يمشون في الأرض ولا يتركوا فيها شيء ويأكلوا كل ما يقابلهم في طريقهم.
خروج ياجوج وماجوج
يأجوج ومأجوج هما حقيقة قرآنية وليست محض الخيال ولا فلسفة مجملة يفهمها كل من منظوره بل هي أخبار محددة وصفات معينة، وقال تعالى:” حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا. قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا”، ولقد بينت الأيات أنهم حبسوا وراء السد الذي بناه ذو القرنين ليحول بينهم وبين إفسادهم في الأرض، وفتح يأجوج ومأجوج يعني اقتراب الوعد الحق وهو وعد القيامة الذي تشخص فيه أبصار الكافرين.
يأجوج ومأجوج في الإسلام
بين القرآن الكريم أن يأجوج ومأجوج كانوا من أكثر أهل الأرض فساداً وشر وقوة لا يصدهم شيء عن ظلم من حولهم لقوتهم وجبروتهم، فقد ملك صالح سمى ذو القرنين، فاشتكى له أهل تلك البلاد من شر ما يصنع يأجوج ومأجوج وطلبوا منه أن يبني لهم سد منيع يحميهم من شرهم، وأقام رمد من قطع الجديد بين جبلين عظيمين، وأذاب النحاس عليه، حتى أصبح متماسك ومنيع جداً، فحصرهم بذلك الردم تحت الأرض واندفع شرهم عن البلاد والناس، وقد بين القرآن الكريم أن بقاء يأجوج ومأجوج تحت الردم لا يعلمه إلا الله.
النبي الذي يعاصر مأجوج ويأجوج
يأتي عيسى عليه السلام قوما قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوهم ويحدثهم درجات في الجنة، ويوحي الله إلى عيسى عليه السلام أني قد خرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور، فيبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب يأتون، فيمروا على بحيرة طبريا فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان هنا ماء، ويحصر الله نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه يكون رأس الثور أحب إليهم من مائة دينار، ويرسل الله طيراً كأعناق البخت فتحمل عيسى وأصحابه إلى مكان حيث لا يعلمه إلا الله ويرسل الله مطر فيغسل الأرض.
النبي الذي أقام السد على يأجوج ومأجوج هو ذو القرنين، أما النبي الذي يعاصرهم في آخر الزمان، فهو نبي الله عيسى عليه السلام، وينشر العدل والأمان في الأرض بعد القضاء عليهم.