ما هو حكم بناء المساجد على القبور، من المؤكد أنكم قد لاحظتم في العديد من الأفلام المصرية و العربية وجود عادة قديمة تمثلت بوجود الأضرحة و القبور داخل المساجد أو بناء المساجد فوقها، و لكن ما هو حكم بناء المساجد على القبور في الشريعة الإسلامية و هل يجوز القيام بذلك أم لا، و بالتأكيد يجب توضيح سبب التحريم أو التحليل لزيادة وعي الناس بأحكام دينهم للابتعاد عن الشبهات.
بناء المساجد على القبور
وفقا للتاريخ العربي و الإسلامي فلم يشهد عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أو صدر الإسلام ظاهرة بناء المساجد على القبور أو احتواء المساجد على أضرحة و قبور الأولياء و الصالحين، حيث بدأ ظهور هذه البدعة خلال الخلافة العباسية التي امتازت بكثرة الفتن و ظواهر الزندقة التي انتشرت لتلهي الناس عن دينهم خاصة في دولة المقتدر أواخر المئة الثالثة من الهجرة تقريبا.
حكم بناء المساجد على القبور
اتفق أئمة المسلمين الأربعة جميعا أن حكم بناء المساجد على القبور هو غير جائز و مخالف للشريعة الإسلامية و يعتبر تساوقا مع أهل البدع و الضلال، كما و قالوا أنه لا يجوز الصلاة في المساجد التي بنيت على القبور أو احتوت على مقابر لما يقتضي به الأمر من شرك بالله عز و جل و تشبه بالكفار، و ذلك وفقا لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبائهم مساجد، فلا تتخذوا قبري من بعدي مسجدا”.
سبب تحريم بناء المساجد على القبور
يعود السبب في اتفاق الأئمة الشافعي و ابن حنبل و المالكي و أبو حنيفة الذين يمثلون المذاهب الأربعة في الإسلام على تحريم بناء المساجد على القبور و خاصة قبول الأولياء و الصالحين و الأنبياء أنه مدعاة للإشراك بالله في العبادة و التمسح بالقبور، و هي من الأمور المحرمة و المكروهة في الإسلام.
بهذا، يتضح لنا أن الاجابة على سؤال ما هو حكم بناء المساجد على القبور هو أنه حرام شرعا و لا يجوز، كما أنه لا يجوز الصلاة في تلك المساجد ابتعادا للفتنة و البدع المنافية لديننا الحنيف.