لماذا سميت سورة الجمعة بهذا الاسم، سورة الجمعة والتي افتتحت بتعظيم وتقديس الله تعالى وتسبيحه وقدرته التي يخضع لها الكون بأكمله، ومن ثم ذكر أن بعثة الرسول محمد كانت للناس أجمعين وصالحة لكل زمان ومكان، كما ذكرت السورة فساد اليهود في الأرض وانحرافهم وطغيانهم والتحريف للأديان والكتب السماوية، كما تناولت الآيات الكريمة موقف المسلمين حين تركوا خطبة الجمعة وانشغلوا بالتجارة، أما خاتمة السورة فكانت دعوة للمسلمين للالتزام بالعبادة وأوقتها وعدم الإنشغال عنها بالتجارة والأمور الحياتية الدنيوية، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على سبب تسمية سورة الجمعة بهذا الاسم.
التعريف بسورة الجمعة
سورة الجمعة هي من السور المدنية أي أنها نزلت على الرسول صلّ الله عليه وسلم في المدينة المنورة، عدد آيات السورة إحدى عشرة آية، وترتيبها في المصحف الشريف بعد سورة التحريم وقبل سورة التغابن، وتضمنت السورة حال النبي عليه الصلاة والسلام مع أمته، كما بينت أن بعثة النبي إنما جاءت من أحل إخراج الناس من الظلمات إلى النور، كما ضربت الصورة الأمثلة لمن حملوا التوراة دون أن يعملوا بها كمثل الحمار الذي يحمل أسفاراً وكتب وهو لا يعلم ما بها ولا يستطيع العمل بها.
سبب تسمية سورة الجمعة بهذا الاسم
تناولت سورة الجمعة لفظ الجمعة، والأحكام المتعلقة بها والواجبة على المسلمين، وما هو فضلها الكبير، ولقد حرمت السورة البيع وقت صلاة الجمعة وعند الأذان، ونوهت إلى عدم الانشغال عن العبادة والطاعة بالتجارة والعمل، ولهذا فإن سبب التسمية لأنها لفظ الجمعة ورد فيها خلال الآية التاسعة، ويقال أن الرسول صلّ الله عليه وسلم كان يكثر من قرأتها في ليلة الجمعة ويوم الجمعة هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
سبب نزول سورة الجمعة
فيما ورد عن أبو هريرة رضي الله عنه أنه كان مع الصحابة وكانوا عند النبي يستمعون لخطبته في صلاة الجمعة حيث كان في مسجد المدين المنورة، وسبب نزول السورة هو فعن جابر بن عبد الله قال: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، كانَ يَخْطُبُ قَائِمًا يَومَ الجُمُعَةِ، فَجَاءَتْ عِيرٌ مِنَ الشَّامِ، فَانْفَتَلَ النَّاسُ إلَيْهَا، حتَّى لَمْ يَبْقَ إلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَأُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ الَّتي في الجُمُعَةِ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً، أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا”.
مقاصد سورة الجمعة
تضمنت سورة الجمعة العديد من المقاصد والدروس والعبر الإلهية، مما لا شك فيه أنها من السور العظيمة فهي من كلام الله تعالى، ومن أبرز المقاصد التي تضمنتها الآيات:
- أنّ الكون كلاماً يخضع لقدرة الله سبحانه وتعالى فهو العظيم المدبّر الخالق.
- وأنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام قد بعث للناس أجمعين يحمل رسالته للعري والعجم وهي لكلّ الأزمان.
- الموت مصير كلّ مخلوقٍ في هذا الكون مهما طال به العمر.
- اليهود ليسوا هم أفضل الأمم عند الله تعالى.
- وأنّ من فروض المسلمين عدم الانشغال عن العبادة والطّاعة بمشاغل الحياة الدّنيا.
سورة الجمعة من السور المدينة، وعدد آياتها إحدى عشر آية، جاءت موضحة ومفسرة لأحكام صلاة الجمعة، ودعوة المسلمين للالتزام بالصلاة والأوقات المحددة لها، وعد الانشغال عنها.