تاريخ وفاة السيدة رقية، تزخر الكثير من كتب السيرة والصحابة بقصص كثيرة عن الصحابيات، وتوضع أيضاً في كثير من المناهج والمراجع لدراستها والتفكر بعبرتها وحكمتها، وهناك من يستزيدون بهذه المعلومات ومنهم من يجعلها موضوع للبحث والتنقيب في جميع المراحل التعليمية، لما في تفاصيل حياتهم من عبر مستخلصة ومواقف إنسانية ممكن أن تكون قدوة ومسار يهتدي به المسلم ويجعله كالصراط يستقيم به ويبعده عن طرق الفتن والضلالة.
من هي السيدة رقية
هي رقية بنت الإمام الحسين عليهما السلام، بنت الإمام الحسين أخ الحسن، وحفيدة الإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وأُخت الإمام زين العابدين، وعمّة الإمام الباقر، ولدت السيدة رقية بنت الإمام الحسين عام 57هــ أو 58 هــ في المدينة المنورة، تم اختطافها وهي طفلة وودعت أبيها الإمام الحسين عندما وضعت فمها على فمه، وبكت حتى غشي عليها، وعندما حركوها وجدوها قد فارقت روحها الحياة.
مأساة السيدة رقية
حضرت السيدة رقية بنت الإمام الحسين،واقعة كربلاء وهي طفلة صغيرة وكان عمرها آنذاك 3 أعوام، رأت السيدة رقية قتل أبيها الإمام الحسين عليه السلام هو وأهل بيته وأصحابه بأم عينها وشهدت هذه الفاجعة الكبرى، وأخذت أسيرة إلى الكوفة هي ومجموعة من الأسيرات والأسرى من أهل البيت، ومن ثم إلى الشام، حين أمر اللعين يزيد في الشام أن تقيم الأسيرات في خربة هناك، كانت تستيقظ السيدة رقية من النوم على كوابيس بشعة وتصرخ قائلة: “أين أبي الحسين؟ فإنّي رأيته الساعة في المنام مضطرباً شديداً”.
وفاة السيدة رقية
توفت السيدة رقية رضي الله عنها على أثر هذه المأساة المؤلمة، في 5 صفر 61 ﻫـ بمدينة دمشق، فلم تحتمل ما فعلوه بأبيها الإمام الحسين، كانت تشهج بالبكاء كلما تذكرت صورة أبيها وقد قتل أمامها حتى سمع عويلها يزيد ونادى على رجاله ليخبروه باستيقاظ السيدة رقية وصراخها أثناء النوم، فأمر أن يذهبوا إليها برأس أبيها لتصدق موته، جاء رجاله برأس أبيها مغطّى بمنديل، ووضعوه بين يديها، وعندما كشفت الغطاء ووجدت رأسه قالت: “يا أبتاه مَن الذي خضّبك بدمائك؟ يا أبتاه مَن الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه مَن الذي أيتمني على صغر سنّي؟ يا أبتاه مَن بقي بعدك نرجوه؟ يا أبتاه مَن لليتيمة حتّى تكبر”
دفنت السيدة رقية بنت الإمام الحسين رضي الله عنهما بالقرب المسجد الأُموي في دمشق، وهي طفلة لا تتجاوز 4 أعوام ويعتبر قبرها مزار للكثير من المسلمين حتى هذه اللحظة.