سبب عتاب قوم المقنع الكندي له، من من اجمل الشخصيات ان تكون الشخصية هي شخصية عظيمة من العظماء التاريخيين الذي لهم تاريخ ما زال حاضرا بقوة في يومنا هذا، سبب عتاب قوم المقنع الكندي له، حيث تعد الشخصيات التاريخية الشعرية او غيرها من الشخصيات والابطال العظماء، هم افضل الشخصيات الذين عاشروا اقوامهم وكان لهم نصيب كبير من من الشهرة بفضل سيرتهم العطرة والطيبة التي مازالت الى اليوم تتلى، وسنتناول في مقالنا هذا سيرة وسبب عتاب قوم المقنع الكندي له.
من هو المقنع الكندي
المقنع الكندي هو محمد بن ظفر بن عمير بن ابي شمر الكندي أحد اشهر شعراء العصر الاموي، من اصل قبيلة كندة اليمنية في جنوب الجزيرة العربية، له فضل كبير وشرف ومروءة وكان المقنع يعرف بمكانته ومنزلته الرفيعة داخل عشيرته ومحيطه اذ يعتبر اديب وشاعر مخضرم في عصره، ويعرف شعره بجزالة الأسلوب وانتقاء الألفاظ والمفردات الشعرية بعناية فائقة تعرب عن تمكنه في صناعة الشعر وسمو مكانه بين شعراء العربية في شبه الجزيرة العربية والتي تميز بشكل كبير عن بقية الشعراء.
سبب تسميته بالمقنع الكندي
كان من أسباب لقبه المقنع عدة أسباب واختلف في ذلك كثيرا، قيل لقب بالمقنع لأنه كان جميل وحسن وافضلهم خلقة وأكملهم خلقا وخلق، وكان إذا سفر اللثام عن وجهه أصابته العين ويمرض ويلحقه المرض والتعب فكان لا يمشي إلا مقنع ساتر الوجه خوفا من العين، وقيل أيضا لأنه فارس رئيس مغطى بالسلاح أي انه دائما حامل سلاحه وفرسه وهذا ما اجتهد الجاحد وغيره في تفسير تلثمه وقناعه.
سبب عتاب قوم المقنع الكندي له
كان الكندي كريم لم يسبق لاحد بكرمه فقد ينفق ما بيده دون ان يشعر او يسال عن المال، باسط اليد بماله حتى نفد ما خلفه أبوه من مال وورثه ولم يبقى له شيء فاستعلى عليه بنو عمه بمالهم وجاههم وردوه حين خطب ابنتهم ومنعوه من خطبتها حينها، وعيروه بتضييع مال ابيه وفقره ودينه فرد على بني قومه حينما عاتبوه على كثرة أنفاقه وكرمه وهذا ليس عيب وكذلك والاستدانة بقصيدة ما زالت تسري الى يومنا هذا.
قصيدة عتاب المقنع الكندي لقومه
كتب المقنع الكندي قصيدة يعاتب فيها بني عمومته، على عتابهم له على كرمه وانفاق مال ابيه في الكرم ومساعدة الناس ورد بني عمومته عن خطبة ابنة عمه قائلا فيها:
يُعاتِبُني فِي الدينِ قَومي وَإِنَّما دُيونيَ فِي أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا
أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجهد
فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدا
أسُدُّ بِهِ مَا قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا ثُغورَ حُقوقٍ مَا أَطاقوا لَها سَدّا
وَفي جَفنَةٍ مَا يُغلَق البابُ دونها مُكلَّلةٍ لَحماً متدفقة ثَردا
وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ حِجاباً لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدا
وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا
أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُم دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا
فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا
وَإِن ضَيَّعوا غَيْبِي حَفظتُ غيوبَهُم وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا
وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ دَعوني إِلى نَصيرٍ أَتَيتُهُم شَدّا
وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا
وَإِن هَبطوا غوراً لِأَمرٍ يؤسني طَلَعتُ لَهُم مَا يَسُرُّهُمُ نَجدا
فَإِن قَدحوا لِي نارَ زندٍ يَشينُني قَدَحتُ لَهُم فِي نَارِ مكرُمةٍ زَندا
وَإِن بادَهوني بِالعَداوَةِ لَم أَكُن أَبادُهُم إِلّا بِما يَنعَت الرُشدا
وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً وَصَلتُ لَهُم مُنّي المَحَبَّةِ وَالوُدّ
وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِم وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقد
في ختام مقالنا الذي تحدثنا بها عن المقنع الكندي، وسبب عتاب قوم المقنع الكندي من بني عمومه بعد ان منعوه من خطبة ابنة عمه على جرم الكرم بحسب رايهم، كتب لهم قصيدة طويلة يعاتب بني عمومته على ما فعلوه به وان هذا ليس بجرم.