هل يمكن التعامل مع القران الكريم والسنة النبوية بمنهجية واحدة، القرآن في اللغة مشتق من الفعل قرأ، أي الجمع، فقال الله تعالى (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)، فالقرآن الكريم يجمع السطور إلى بعضها، والقرآن هو كلام الله عزوجل المنزل على عبده ورسوله محمد بن عبد الله صلى الله وعليه وسلم، المعجز في لفظه، المتعبد في تلاوته، المبتدأ بسورة الفاتحة، والمختوم بصورة الناس، ويعد القرآن الكريم المعجزة الخالدة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبه تحدى الله سبحانه وتعالى العرب بأن يأتوا بمثله أو بسورة من مثله أو حتى بآية.
خصائص القرآن الكريم
القرآن الكريم هو الكتاب المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويتضمن القرآن الكريم العديد من القصص للأنبياء والصالحين والأحداث السابقة، وكذلك يشمل على مجموعة من الأوامر والنواهي التي من شأنها تقويم سلوك الغنسان المسلم، وهنا نسرد بعض خصائص القرآن، وهي:
- حفظه في الصدور، فالله سبحانه وتعالى جعل حفظ القرآن الكريم فرض كفاية على المسلمين، فإذا لم تهتم الأمة الإسلامية بحفظ القرآن فإنها تأثم بلا شك.
- فيه الحق المطلق، فالقرآن الكريم لا يتضمن غير الحق، ومن أسمائه الفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل، وقال الله تعالى: “ذلك الكتاب لا ريب فيه”.
- القرآن يسير على قارئه وحفاظه، وذلك بنص القرآن حيث قال الله تعالى: “وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ”.
- القرآن الكريم يشفع لأهله، فقال نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).
ما هي السنة النبوية
السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الاسلامي عند المسلمين، وتُعرف على أنها “كُلّ ما وَرد عن النبيّ محمد- صلى الله عليه وسلم – من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو سيرةٍ أو صفة خَلقية أو خُلقية”، فالسنة النبوية تتضمن كل حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها معاملاته وأكله وشربه وحياته اليومية، فالنبي هو مدرسة للمسلمين لأنه لا ينطق عن الهوى بحسب النص القرآني، والسنة تنقسم إلى سنة قولية وهي الأحادبث النبوية الشريفة، والسنة الفعلية أي أفعال الرسول، السنة التقريرية وتعني إقرار الرسول لأفعال الصحابة في حضوره.
هل يمكن التعامل مع القران الكريم والسنة النبوية بمنهجية واحدة
قد تعرفنا على مفهومي القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن هنا يمكننا تحديد المنهجية التي نتعامل بها مع القرآن والسنة، ولا بد من الإشارة أن القرآن الكريم قطعي الثبوت لأنه منقول كله بالتواتر الموصل إلى النبي صلى الله وعليه وسلم، أما السنة النبوية فإن منها ما هو صحيح ثابت عن الرسول ومنها ما هو ضعيف مشكوك في ثبوته عن الرسول لعلة ما، ومنها ما هو موضوع لم يصدر عن الرسول مطلقاً وإلا منسوب إليه، ومن هنا المنطلق فإن الأخذ بالقرآن الكريم وأحكامه واجب على كل مسلم، ويتفق معه في الحكم السنة الصحيحة فهي قطعية الثبوت كالقرآن.
في الختام نرجو أن نكون قد وفقنا في بيان السؤال: هل يمكن التعامل مع القران الكريم والسنة النبوية بمنهجية واحدة، ومهدنا لذلك بالتعرف إلى القرآن الكريم وخصائصه، والسنة النبوية وأقسامها ومن ثم تمكنا من الإجابة على هذا التساؤل الهام.