ماهي اخر سورة نزلت في مكة، نزل القران الكريم على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم طيلة الثلاث وعشرين سنة منذ بعثته وحتى وفاته صلى الله عليه وسلم، من هذه الثلاث وعشرين سنة كان منها ثلاثة عشرة سنة بمكة المكرمة، ولذلك يكثر السؤال عن ما هي آخر سورة نزلت في مكة، حيث تتابع نزول القران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم، وسنعرض في مقالتنا هذه الإجابة عن سؤال ما هي آخر ما نزل في مكة، مستشهدين بأقوال أهل العلم في ذلك.
نزول القران الكريم
نزل القران الكريم على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلما منجماً طيلة الثلاث وعشرين سنة منها ثلاثة عشر عاما كانت بمكة المكرة، وسبب نزول القران الكريم مفرقا ليس دفعة واحدة وهي لتثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما ذكر الله عز وجل في كتابه حيث قال: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا).
بداية نزل القران الكريم
كانت الأحداث تتابع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويتتابع معها نزول الوحي، فشرعت أحكام العقائد والمعاملات والفقه والمواريث، فكانت بداية النزول بأول خمس آيات من سورة العلق, حيث قال الله عز وجل: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) حتى ختم الله كتابه بآية هي آخر ما نزل من القران الكريم، حيث قال الله عز وجل في الآية رقم مئتان وواحد وثمانون من سورة البقرة: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ).
اخر سورة نزلت في مكة المكرمة
العلماء اختلفوا في آخر سورة نزلت بمكة المكرمة والذي يُسمى العهد المكي، يقف على ثلاثة أقوال منهم من قال أنها سورة المطففين، وهذا القول نقل عن التابعي الجليل مجاهد، و ذكره كذلك الإمام الزركشي والإمام مجد الدين الفيروز آبادي رحمه الله في كتابه بصائر ذوي التمييز، والرأي الثاني قال بأنها سورة العنكبوت، وهذا القول نقله الإمام الماوردي في كتابه البصائر نقلاً عن الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه، والرأي الثالث قال أن آخر سورة نزلت في مكة هي سورة المؤمنون، نقل هذا القول عن الضحاك وعطاء.
ما هو العهد المكي
ينقسم نزول القران الكريم إلى قسمين وهو ما يعرف بالسور المكية والسور المدنية، أما عن سبب تسمية سور القران الكريم بهذا الاسم، فهي نسبة إلى المكان الذي نزلت فيه هذه السور، فالذي نزل في مكة قبل الهجرة يسمي بالقران المكي أو السور المكية، وتمتاز هذه السور بعدة ميزات، أهمها بأنها سور تتحدث في آياتها عن العقائد والأخلاق وقصص السابقين، ومجادلة أهل الباطل ودحض شبهاتهم، وتمتاز بقصر آياتها.
تعريف بالعهد المدني
السور المدنية فهي نسبة إلى المدينة المنورة حيث كل ما نزل من القران في المدينة بعد الهجرة يسمي القران الدني أو السور المدنية، وهي تمتاز بحديثها عن العبادات والمعاملات وتأسيس أركان الدولة المسلمة، وأسس التعامل مع العدو من حرب وسلم، حيث تحدث هذه الآيات عن التشريعات التفصيلية، وتتحدث عن أهل الكتاب وتحاججهم، وتفضح شأن المنافقين وتبين ضلالهم، وتمتاز بطول آياتها في الغالب، حيث استقرار الوضع الإسلامي في المدينة المنورة.
ختاماً: تحدثنا في مقالتنا هذه عن ما هي آخر سورة نزلت بمكة، فتحدثنا عن نزول القران الكريم والحكمة من نزوله منجما، وأول الآيات وآخرها نزولاً، ثم تحدثا عن آخر سورة نزلت بمكة المكرمة مستعرضين أقول العلماء الثلاثة والتي انحصرت في سور ثلاث وهي المطففين والعنكبوت والمؤمنون.